فصل: (سورة الفرقان: آية 18):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الفرقان: الآيات 11- 14]:

{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُورًا (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا واحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)}.

.الإعراب:

{بل} للإضراب الانتقاليّ {بالسّاعة} متعلّق ب {كذّبوا}، الواو واو الحال {لمن} متعلّق ب {أعتدنا} {بالساعة} الثاني متعلّق ب {كذّب}، {سعيرا} مفعول به عامله أعتدنا.
جملة: {كذّبوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أعتدنا} في محلّ نصب حال بتقدير {قد}.
وجملة: {كذّب} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
{من مكان} متعلّق ب {رأتهم}، {لها} متعلّق ب {سمعوا}.
وجملة: {رأتهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {سمعوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الواو عاطفة، والواو في {ألقوا} نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول ألقوا {منها} متعلّق بحال من {مكانا} وهو ظرف مكان منصوب متعلّق ب {ألقوا}، {مقرّنين} حال منصوبة من الواو في {ألقوا}، {دعوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعل {هنا لك} اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب {دعوا}، {ثبورا} مفعول به منصوب.
وجملة: {ألقوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {دعوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
{لا} ناهية جازمة {اليوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {تدعوا}.
وجملة: {لا تدعوا} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول لهم الملائكة.
وجملة: {ادعوا} في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تدعوا.

.الصرف:

{تغيّظا}، مصدر قياسيّ لفعل تغيّظ الخماسيّ، وزنه تفعّل بفتح التاء وضمّ العين المشدّدة.
{ألقوا}، فيه إعلال بالحذف أصله ألقيوا- بضم الياء- نقلت حركة الياء إلى القاف- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، فأصبح ألقوا، وزنه أفعوا.
{ثبورا}، مصدر سماعيّ لفعل ثبر يثبر باب نصر بمعنى هلك، وزنه فعول بضمّتين.

.البلاغة:

الاستعارة: في قوله تعالى: {إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}.
قيل: إن قوله تعالى: {رأتهم} من قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم: إن المؤمن والكافر لا تتراءى ناراهما، وقولهم: دورهم تتراءى وتتناظر، كأن بعضهم يرى بعضا، على سبيل الاستعارة بالكناية والمجاز المرسل. ويجوز أن يكون من باب التمثيل، وأيا ما كان، فالمراد إذا كانت بمرأى منهم، وقوله سبحانه: {سَمِعُوا لَها تَغَيُّظًا} على تشبيه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره، وفيه استعارة تصريحية أو مكنية، ويجوز أن تكون تمثيلية.

.الفوائد:

1- رأي السنّة في مشاهد القيامة:
أ- قالوا: لو فتح باب التأويل والمجاز في شئون المعاد لتطوح من يسلك ذلك إلى وادي الضلالة. وأجابوا عن سماع تغيظ جهنم بما يلي:
1- إنه على حذف مضاف أي سمعوا صوت تغيظها.
2- إنه على حذف فعل تقديره {سمعوا ورأوا تغيظا وزفيرا}.
3- أن يضمّن {سمعوا} معنى يشمل الأمرين، أي أدركوا لها تغيظا وزفيرا.
أما قوله تعالى: {رأتهم} هو من باب القلب، أي رأوها.
ب- أما رأي المعتزلة فإنهم يحملون ذلك كله على المجاز. واللّه أعلم.
2- فعل الشرط وجواب الشرط:
أ- قد يكونان مضارعين، نحو {وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ}.
ب- وقد يكونان ماضيين، نحو {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا}.
ج- يكونان ماضيا فمضارعا، أو مضارعا فماضيا.
ملاحظة: إذا وقع فعل الشرط ماضيا جاز في جوابه الجزم والرفع.

.[سورة الفرقان الآيات: 15- 17]:

{قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيرًا (15) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُلًا (16) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام التقريعيّ {أم} حرف عطف- هي المتّصلة- {جنّة} معطوف على اسم الإشارة المبتدأ {التي} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ل {جنّة}، {المتّقون} نائب الفاعل لفعل {وعد}، والعائد محذوف أي وعدها المتّقون {لهم} متعلّق ب {جزاء} خبر كانت.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أذلك خير} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {وعد المتّقون} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
وجملة: {كانت لهم جزاء} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
{لهم} الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {ما}، {فيها} متعلّق بالخبر المحذوف {خالدين} حال منصوبة من فاعل يشاءون {على ربّك} متعلّق بحال من خبر كان {وعدا}، واسم كان يعود على الوعد المفهوم من سياق الكلام.
وجملة: {لهم فيها ما يشاءون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: {يشاءون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {كان وعدا} لا محلّ لها تعليليّة.
الواو عاطفة {يوم} مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر الواو الثانية عاطفة {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول في {يحشرهم}، {من دون} متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: يعبدونه الفاء عاطفة الهمزة للاستفهام {هؤلاء} اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب نعت لعبادي- أو بدل- {أم} هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة.
وجملة: اذكر {يوم} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف قل.
وجملة: {يحشرهم} في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: {يعبدون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {يقول} في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم.
وجملة: {أأنتم أضللتم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أضللتم} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أنتم}.
وجملة: {هم ضلّوا} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {ضلّوا} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.

.الفوائد:

ورد سؤال حول قوله تعالى: {أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ}.
وفحوى السؤال: كيف يجري التفضيل بين ما هو كلمة خير وبين ما هو كلمة شر؟.
وجاء الجواب، أن الآية ليست من باب التفضيل، وإنما السؤال عن أيهما هو الخير وأيهما هو الشر. ومن البديهي أن الاستفهام ليس مساقا على حقيقته، وإنما هو للتنديد والتعريض بجهل المشركين وعدم تفريقهم بين الخير والشر.

.[سورة الفرقان: آية 18]:

{قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْمًا بُورًا (18)}.

.الإعراب:

{سبحانك} مفعول مطلق لفعل محذوف {لنا} متعلّق ب {ينبغي}، {من دونك} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان {أولياء} مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو ملحق بالاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة الواو عاطفة {لكن} حرف للاستدراك {حتّى} حرف غاية وجرّ.
والمصدر المئول {أن نتّخذ} في محلّ رفع فاعل ينبغي، واسم كان ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على المصدر المئول على سبيل التنازع.
والمصدر المئول {أن نسوا} في محلّ جرّ ب {حتّى} متعلّق ب {متّعتهم}.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: نسبّح {سبحانك} لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: {ما كان ينبغي} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ينبغي} في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: {نتّخذ} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {متّعتهم} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {نسوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
وجملة: {كانوا قوما} لا محلّ لها معطوفة على جملة نسوا.

.الصرف:

{بورا}، جمع بائر أي هالك، اسم فاعل من الثلاثيّ بار، وزنه فاعل، ووزن بور فعل بضمّ فسكون كعائذ وعوذ، وقيل هو مصدر في الأصل يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكّر والمؤنّث كالبوار بمعنى الهلاك أو بمعنى الفساد، وهو من قولهم أرض بور أي لا نبات فيها.

.الفوائد:

{لكن} لها معنيان: الاستدراك، نحو فلان شجاع لكنه بخيل، والتوكيد، نحو:
لو جاءني خليل لأكرمته، لكن لم يجيء.
ولتمام الفائدة نقول: لكن حرف مشبه بالفعل وسميت إنّ وأخواتها أحرفا مشبهة بالفعل، لفتح أواخرها من جهة، ووجود معنى الفعل في كل واحد منها، فالتأكيد والتشبيه والاستدراك والتمني والترجي هي من معاني الأفعال.

.[سورة الفرقان: آية 19]:

{فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذابًا كَبِيرًا (19)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {قد} حرف تحقيق {ما} حرف مصدريّ، الفاء عاطفة و{ما} الثاني للنفي {لا} زائدة لتأكيد النفي.
والمصدر المئول {ما تقولون} في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {كذّبوكم}.
الواو استئنافيّة {منكم} متعلّق بحال من فاعل يظلم، {عذابا} مفعول به ثان منصوب.
جملة: {كذّبوكم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تقولون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.
وجملة: {تستطيعون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {من يظلم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يظلم} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {نذقه} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{صرفا}، مصدر سماعيّ لفعل صرف باب ضرب بمعنى ردّ ودفع، وزنه فعل بفتح فسكون.